أخبارصناعة الافلاممراجعات وتقارير

كيف يساهم المونتاج في رواية القصة بشكل مبتكر

“إن مجمل البلاغة في مجال السينما يتحقق في غرفة المونتاج” Orson Welles، البلاغة؟ ما الذي نقصده بهذا المصطلح عند الحديث عن مجال المونتاج السينمائي؟ ربما فهم Welles المونتاج كالعديد من غيره الذين سبقوه أو أتو بعده، على أنه شبيه بالخطاب و الكتابة: محقق للتواصل. إنه يحتوي على لغته الخاصة و المميزة المتمثلة في مجموعة من القطع و التحولات أو المقاطع الانتقالية التي لها القدرة على تقديم معلومة و فكرة جديدة أثناء  رواية القصة . 

إن المونتاج باختصار لغة, يستخدمها الشخص لـ يتكلم و يتواصل في رواية القصة . 

من بين الوظائف الأخرى التي يؤديها المونتاج السينمائي نذكر التعبير عن مختلف العلاقات بين اللقطات،
المقاطع أو موضوعين مختلفين خلال السرد، و التي تتعلق أساسا -العلاقات- بالمكان، الزمان،
التصوير، الإيقاع أو المفاهيم. إن هذه التعابير تشكل نوعا ما لغة خاصة بالمونتاج،
تتواصل مع المشاهد لتبلغه معلومة مهمة خلال سرد القصة و
التي تمكنهم من فهم أفضل لما يدور على الشاشة من أحداث. 

و هذا فهمنا عادة للمونتاج على أنه لغة، تصريح أو تعبير،
سلسلة من “الكلمات” التي تمنحنا معلومات أخرى إضافة الى تلك التي يقدمها الصوت و الصورة.
لكن الفكرة هي أن أصغر وحدة في دلالات المونتاج كـ قطع أو انتقال الخ…
قد تحمل من العاطفة و التعبير ما قد تحمله جملة من النص أو لقطة مركبة بإبداع جميل. 

 في مقال لـ Kathryn Schultz  و الذي نشر في مدونة Vulture شبه الكاتب المونتاج بأنه أداة للتنقيط.!  ونقتبس هنا عبارة من هذا المقال الرائع الذي ننصح بقرائته:

” إن أجمل من في الوجود أمي،
قد ماتت في حادث بشع (نزهة، صاعقة) عندما كنت في الثالثة من العمر…”. لماذا؟
لأن الكاتب استعمل علامات التنقيط بصورة مبتكرة و إبداعية؛
و باعتبار أن التحرير كذلك له علامات التنقيط الخاصة به،
فإنه من المعقول جدا أن يكون له نفس القدرة على التطور تماما كما هو الحال بالنسبة للخطاب و الآداب.
 أن للعاملين في مجال تحرير الفيديو ” خاصة السينمائيين” القدرة على استعمال “علامات التنقيط”
هذه من أجل تقديم أفكار و معلومات جديدة بطرق مختلفة و مميزة.
ومن الطرق التي تمكننا استخدام المونتاج بشكل ابداعي ومبتكر:

* القطع بواسطة المفاجئة

* قطع عن طريق سرد القصة بواسطة التعليق الصوتي

* القطع بالكشف عن الوقت بدلا عن الحركة

* قطع بقلب مبادئ التحرير

* القطع بجذب الانتباه لفعل أو جوهر او خلال حركة معينة

هناك عوالم و أفكار جديدة هي بصدد الظهور من خلال الضرورة و الابتكار.
و هو ما ينطبق أيضا على لغة المونتاج السينمائي.
منذ ولادة السينما، رأينا العديد من المخرجين يسعون لإيجاد طرق جديدة للتعبير عما لم يكن تبليغه في تلك الحقبة الزمنية سهلا.
“كيف يمكننا تقليص الزمن؟” “كيف يمكننا ربط هذا المقطع عاطفيا بالمقطع الذي يليه؟
” “كيف يمكننا التعبير عن العمل الكادح -الطائش- للإنسان المعاصر دون ذكر ذلك صراحة؟”.
حسنا، من الممكن استعمال عنصر المفاجئة، الخروج عن مجرى الادعاءات،
قلب المواثيق و جذب الانتباه.

إننا نبتكر لقول المزيد, ببلاغة. وأنت صديقي القارئ، ما رأيك في استعمال المونتاج كسلاح فعال في قول المزيد خلال فيلمك أو عملك؟ شاركنا برأيك في خانة التعليقات أسفل المقال.

Show More

Ahmad Nassar

مؤسس موقع مدرسة الإبداع العربية ... مصور وصانع افلام مستقل، يهمني نشر الثقافة والوعي بأهمية الفنون البصرية والعمل على توفير محتوى تعليمي مجاني في احد اصعب المجالات واكثرها كلفة وحصرية في عالمنا العربي...

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
Verified by MonsterInsights