أخبارسينماصناعة الافلام

الحجب في التصوير السينمائي وكيف يمكنك استخدامه لرواية القصة بشكل مرئي

ما هو الحجب في التصوير او ما يعرف بالـ Blocking في التصوير السينمائي؟ لماذا يستخدم وكيف؟ وهل هو مهم ؟ إن الحجب هو أكثر أهمية مما تظن! الـ ” بلوكينج ” الحجب في التصوير في السينما هو استخدام حركة الكاميرا و الأشخاص والمواضيع داخل مساحة الإطار السينمائي لرواية القصة وقد أتى المصطلح من المسرح، لكن في الأفلام تستطيع الكاميرا التنقل خلال المساحات السينمائية فتجعل من الحجب في التصوير أداة قوية. في الفيديو القادم يحلل إيفان بوشاك من Nerdwriter مشهد من فيلم Vertigo لعبقري السينما ألفريد هتشكوك، وكما ترى يشكل الحجب المشهد بطريقة درامية مثيرة.

الحجب في التصوير

 كما وضح بوشاك، يعطي الحجب مضمون للمشهد في بداية الفيلم زارت الشخصية التي يجسدها جيمي ستيوارت صديق قديم، وبينما بدأ لقائهم بتحكم ستيورات في المساحة حيث يتجول بحرية ويطرح أسئلة، ثم ببطء بدأ نطاق القوة يتحول وأصبح ستيورات هو المُتحَكَم فيه. وأيضًا لاحظ: في الفيلم كانت الكاميرا وكيل للشخصية نوعًا ما، فحركتها في المساحة السينمائية مهمة كأهمية حركة الشخصية، بل وأكثر أهمية في بعض الأحيان.

فيكون المشاهد الذي بشاهد الفيلم لأول مرة مشغول باستيعاب العرض على المستوى السطحي، ولكن مع حجب هتشكوك يوصل بمهارة تحول السلطة بعيدًا عن ستيوارت. لذا نرى أن الوضع انقلب بالرغم من أنه لم يذكر صراحة. فأصبح ستيورات هو من يجلس، وتقل أهميته بينما صديقه الدمث أصبح فجأة مهيمن داخل الإطار. إن حجب الشخصيات، بجانب التحرير الماهر، لمشهد يعمل على مستويات متعددة في وقت واحد، فيخدعنا بينما يمهد لنا الأحداث اللاحقة.

أشار الناقد رونالد بارثز

إلى الحجب وإمكانياته في المسرح، فكتب ذات مرة: “إذا قمت بوضع المُشاهِد هنا فسيرى المشاهِد هذا، أما إذا وضعته في مكان آخر لن يستطيع المشاهد رؤيته، ويمكنني الاستفادة من هذا الإخفاء للاستفادة من الخدعة”. ولم يوضح هتشكوك من خلال الحجب تحويل توازن القوة بين الشخصيتين فقط ولكنه أيضًا يمهد لنا ما سيحدث لاحقًا في الفيلم، فهذا الترميز اللاشعوري هو شيء فريد من نوعه في السينما.

ويمكن أن نجد مثال أكثر حداثة عن قوة الحجب في حركة الكاميرا
بسيطة بالقرب من نهاية الحلقة الأخيرة من مسلسل Breaking Bad،
فقد قام محرر الأفلام والمدون والشخص الرائع بكل معنى الكلمة
فاشي ندومانسكي بعمل هذا الفيديو الممتاز أدناه،
والذي يشرح ما يبدو في الوهلة الأولى كلقطة منفعية:

هناك لقطتين محوريتين في الحلقة الأخيرة من Breaking Bad يعتبران أمثلة مهمة ورائعة عن كيفية استخدام حركة الكاميرا لتضخيم السرد ومفاجأة الجمهور. فبواسطة التصوير البانورامي “Pan” للقطة واحدة بسيطة والتصوير باستخدام dolly للقطة واحدة أصبح هناك إعداد معين للمشهد، وبعدها بمدة قصيرة حقق هذا مردودًا دراميًا.

فقد بدا المشهد 

في البداية كأنه ينقل معلومات للمشاهد،
ولكن مع حركة pan واحدة وحركة dolly واحدة انقلب المشهد رأس على عقب
وأصبح يُرى في ضوء جديد، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال عمل الكتابة والإخراج و التكوين السينمائي وحركة الكاميرا
جميعًا في انسجام، فكاميرا ثابتة أو تصوير مرتفع
من خلال نافذة لا يمكنهم أبدًا التوصل للتأثير العاطفي الذي تحدثه حركة pan او dolly بسيطة.

وتعد أحداث القصة البصرية فريدة من نوعها وقوية لأنها تستخدم الواقع لتغير الواقع،
فالفيلم – مثله مثل التصوير الفوتوغرافي – يُصنع من الحياة،
ولكنه واقع متحرر من قيوده؛
واقع يتكشّف مع مرور الوقت، مألوف وغريب في نفس الوقت.
(فهناك سبب لمقارنة الأفلام بالأحلام في الكثير من الأحيان).

يعد كل من المسرح، والموسيقى،
والرسم، والتصوير الفوتوغرافي
والتجربة الحية غذاءً للسينما.
فيصبح صانعي الأفلام فنانين عند إتقانهم لتقنيات السينما.
فحجب مشهد في انسجام مع عناصر العمل الأخرى لا يحرك فقط الأشخاص والأشياء في المساحة
ولكن أيضًا يحرك الجمهور ويؤثر فيه.

هل استفدت من هذا الشرح لمفهوم الـ بلوكينج في التصوير السينمائي؟
هل هناك مواضيع معينة تود ان تعرف عنها تخص التصوير السينمائي؟
شاركنا بها في خانة التعليقات اسفل المقال.

Show More

Ahmad Nassar

مؤسس موقع مدرسة الإبداع العربية ... مصور وصانع افلام مستقل، يهمني نشر الثقافة والوعي بأهمية الفنون البصرية والعمل على توفير محتوى تعليمي مجاني في احد اصعب المجالات واكثرها كلفة وحصرية في عالمنا العربي...

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
Verified by MonsterInsights