نظرة على اعمال المخرجين ياسوجيرو أوزو و بول توماس أندرسون

سواء كان فن التصوير السينمائي الخاص بـ Ozu أو الحركة الأمريكية البطيئة لـ Paul Thomas Anderson ، ها هي نظرة قريبة على أعمال هذين المخرجين المذهلين. إن لم يكن لديك أي من أعمال ياسوجيرو أوزو فإن هذه النظرة العامة حول أعماله قد توفر لك بعض المرح وأنت تتعرف عليه.

* OZU ياسوجيرو أوزو

* التكوين السينمائي: إن Ozu مهتم بما هو موجود داخل الإطار فقط و غالباً يقوم بتوضيح هذا عن طريق وضع هذه الأشياء داخل إطارات مثل إطار الأبواب أو الطبيعة أو واجهة اللقطة .

* لقطة Tatami : إنها لقطة بعيدة و منخفضة الزاوية و ثابتة ، وهي تشابه المنظر إذا كان الشخص يجلس على Tatami mat، هذا بالإضافة إلى استخدام عدسة 50 ملم ( و التي تحاكي العين البشرية ) و التي تكون غالباً مرفقة مع عزل للجمهور عن الصورة مما يجعل أفلام Ozu  تبدو منطقية و متعمدة .

* عدم توضيح الذاتية والموضوعية:

عن طريق الحفاظ على مسافة قريبة وبعيدة عن المواضيع بنفس الوقت فإن Ozu يمدد المسافة بين الذاتية و الموضوعية، و إن هذا واضح أكثر عندما تشاهد الأفلام وترى أنه لا يوجد بطل واحد في الفيلم بل هناك عدة شخصيات بجب التركيز عليها.

* التصوير بطريقة POV: إن نسخة Ozu من لقطات POV
( يمكن القول أنها أكثر أنواع اللقطات ذاتية ) حيث يتم تجاوز قاعدة 180 درجة بشكل متعمد ن حيث ترى أكبر عدد من الممثلين الذين يظهر أنهم ينظرون إلى الكاميرا عن الحديث مع بعضهم .

إن Ozu يستخدم طريقة التصوير من وجهة نظر الشخصية لكي يوضح طبيعة الحياة الزائلة و الغير ثابتة، و هو يقوم بترك لقطات دون تعديلها لأهميتها، Mono no aware  رثاء الأشياء وهو مصطلح ياباني يتحدث عن الإحساس بعدم الثبات و الإحساس بالحزن حول حقيقية الحياة.

* الحركة المستمرة: إن Ozu يقوم بإظهار الحركة المستمرة غالباً في نفس الوقت ، حتى الحركة البسيطة لشخص يغادر الغرفة يدخل غرفة أخرى تتطلب الكثير من اللقطات .

* الانتقال: عند استخدام لقطات لغرف فارغة أو مناظر للمدن أو لقطات خارجية لإمضاء الوقت لا يوجد أي لقطة أطول من لقطة أخرى.

* Paul Thomas Anderson 

يعد بول توماس اندرسون ايقونة في عالم الإخراج, يكفي ان تنظر الى توظيف الألوان
في افلامه او طريقة روايته للقصة,
او نوعية اللقطات التي يعتمدها وغيرها من اللغة السينمائية الثرية
في ابسط مشاهده التي تكاد تجزم من اللحظة الاولى التي تراها انها موقعة باسمه كعلامة تجارية.

صانع الأفلام Meredith Danluck جلس مع Anderson للتحدث عن الاستعداد لـ Inherent Vice المأخوذ من رواية Thomas Pychon عام 2009, دار بينهم النقاش التالي:

* عن هذه الرواية:

لا أعرف كيف كنت سأتفاعل مع هذا الفيلم إن لم أقم بصنعه، إنني أفقد التركيز أحياناً وأحاول أن أتابع ما يقوله الأشخاص ولكنني لست جيداً بهذا الأمر، غالباً استسلم وانتظر أن تظهر الفتاة الجميلة أو انتظر أن يحصل موقف مضحك، أنا أعتقد أنه عليك أن تمر بهذا الأمر, إن مقابلة شخصية تقوم بإعطائك كمية كبيرة من المعلومات، أو مقابلة شخص آخر يناقض هذا الأمر ، أو مقابلة شخص آخر يؤكد التناقضات و لكن في الواقع يقوم بتأييد أول شيء سمعته، إنه يقوم بإرباكك و إدخالك إلى منطقة الشك ولكن كل شيء يوجد أمامك بشكل واضح، إن هذه الأمور ليست معقدة.

* عن إيجاد المشهد :

إن كل الفيلم ممل نوعاً ما، إنه فقط مجموعة من الأشخاص الذين يتحدثون في الغرف وذلك الأمر يمتلك الطاقة الخاصة به، إن كان لدينا مشهد فيه ممثلان فإن يبدأ بشيء ما و ينتهي بشيء آخر حياناً ، إنني أمضي الفترة الصباحية و أنا أحاول أن أصور هذا المشهد بالطريقة التقليدية و لكنني لا أشعر أنها الطريقة الصحيحة، لم أكن راضٍ عن ذلك و كان هذا الأمر يزعجني و في وقت الغداء كنت جالساً و رأيت ذلك المقعد الزهري اللون لذا قلت في نفسي: لنقوم بتجهيز المشهد و تصويره عند هذا المقعد الزهري ، و كانت تلك اللحظة من اللحظات التي تشعر بأنك كنت محظوظاً لأنك تصبح تكره نفسك ، إنه شعور مريع ، ولكن في أحسن الأحوال يمكنك التعافي و الحصول على شيء جيد من تلك التجربة.

* عن تعريف السياق والحالة في الفيلم

ماذا كان لديك لتناول الفطور؟ هل تشاجرت مع صديقك قبل المجيء؟ هل كان هناك حركة مرور خانقة؟ هذا ما هو عظيم في العلاقات مع الأفلام: إنّها الحركة والتنقل. يملكون أشياء مختلفة طوال الوقت، هل رأيت ذلك في المسرح؟ هل شاهدته على جهازك الذكي؟ هل رأيت ذلك على متن الطائرة؟ إذا امتلكت فرصة لرؤيته على الطائرة فحتما ستحبّه، الأفلام على ارتفاع 40000 قدم حتما رائعة وجيدة. ما هو الكتاب الذي يعني لي عن كيفية فقدان اشخاص معينين ؟ أستطيع القول أنّ شخصا ما يعمل ولكنها واحدة من تلك الأشياء التي يجب التفكير بها، بما أنّك ستطبقها على الأشخاص أو الماضي بشكل عام.

عمليات التمثيل القديمة كانت دائما مثيرة، عندما كنت تقابل الممثلين

الذين يؤدون أدوارهم بكلّ احترافية. لتكون قادرا على مقابلة الكثير
من هؤلاء الأشخاص والعمل معهم، فإن وجود شهادة ممثل شيء نبيل جدا
وسيكون عمل جيد إذا استطعت الحصول عليها.

آمل أن يريد أبنائي أن يصبحوا ممثلين، إنّ ذلك عمل شاق ولكنه ممتع وجيد.
أعتقد أنّها مهنة يمكن وصفها بـ” إن كان يجب ان  تفعل ذلك فعليك فعل ذلك” أي التغلب على البدائل.

* عن الأيام السيئة والجيدة:

تلك اللحظات هي مجرد إشباع لك، ودعم لأجل الأوقات اللاحقة،

لأنك ستتمتع قليلا قبل أن يأتيك التعب مرّة أخرى. ذلك هو الشعور الحقيقي والذي يجعل الحياة تستمر.
في فيلم ما قد تواجه أياما سيئة وإذا صوّرت لمدة 60 يوما ليس بالضرورة أنت الفائز،
وستواجه الكثير من الأيام المتعبة.
تماما مثل أيّ فريق عمل عندما تحصل في النهاية على شيء جيد سيزيد ذلك من حماسك،
ومن ثم سنحطم هذا الحماس بشيء ما لن يعمل. ثمّ نعود إلى الطريق مرّة أخرى
ونبدا بالتخلص من الأجزاء التي لا تعمل حتى يظهر عملنا بصورة رائعة.

نتمنى ان تكون قد استفدت من هذه المعلومات البسيطة في مجال الإخراج السينمائي,
لا تنسى ان تتابعنا في قسم السينما للإطلاع
على المزيد من المقالات والأخبار المتعلقة بالفن السابع.