سينماصناعة الافلاممراجعات وتقارير

4 دروس لصناعة الافلام من مشهد المطعم في فيلم العراب

اذا اردت ان تصبح الافضل فعليك ان تتعلم من الافضل، مدرسة السينما الاولى والافضل في التاريخ ونحن نقصد بهذا فيلم The Godfather من اخراج فرانسيس فورد كوبولا، إليكم ما يمكننا تعلمه من دروس لصناعة الافلام من أحد أشهر المشاهد السينمائية في الفيلم.

مايكل كورليون ابن زعيم المافيا الاقوى دون كورليون يقوم بأول عمل جرئ كأحد افراد العصابة عن طريق قتل اثنين من الاشخاص الذين يشكلون تهديدا لإستقرار عائلته، المشهد: مطعم  إيطالي في برونكس وعن مكان المسدس فهو خلف المرحاض، اما عن الفيلم: فرانسيس فورد كولولاالأب الروحيهو أحد أكثر الأفلام شهرة والتي تم صناعتها علي الإطلاق.

قد يميل المخرج الصغير الي تجاهل هذا الفيلم ويفضل الأفلام الأحدث ولكن بالنظر الي البنية الداخلية لهذا المشهد, مع أخذ نظرة فاحصة عن ما الذي يجعل هذا المشهد علامة فارقة ستجد أنه يعادل تقريبا ساعات كثيرة من الدراسة السينمائية أو قضاء ساعات أطول في مشاهدة الأفلام التي قدمت فيما بعد، فالمشهد يحتوي علي عدد من العناصر الأساسية والتي منحت كوبولا العلامة الكاملة وجعلت لمشهد المطعم تسلسل لا ينسى حول نمو وتطور الشخصية, وذلك عن طريق ٤ عوامل اساسية هي:

دروس لصناعة الافلام

١ – رفع ايقاع المشهد من خلال طريقة المونتاج

تم المونتاج من أجل تعزيز و بناء عامل الخوف،
وذلك كما نقل عن والتر مارش قائلاقد يمثل المونتاج 70% من الإيقاع،
حيث يقوم الجزء الأول من الفيلم بتبادل الصورالقصيرة مع الصور الطويلة,
ثم يقوم مايكل بدوره في البحث عن المسدس بالمرحاض
لمواجهة اثنين من الضحايا الذين يقومون بالتحديق في باب المرحاض ثم ينظرون إلي بعضهم البعض،
وفور عودة مايكل إلي الطاولة تقوم الكاميرا بالإقتراب منه أكثر وأكثر
أثناء تفكيره بعمق في الوقت المناسب للتغلب على ألد اعداءه في الفيلم.

فيمكن دراسة المشهد علي أنه دليل لكيفية جعل قلوب المشاهدين تدق بشكل أسرع وذلك كمثال على الطرق المختلفة الثابتة علي وجه الشخصية والتي تبدو قوية, وكنقيض لطريقة القطع من وجه لآخر في محادثة ما والتي تبدو مختلفة, ولكن بنفس القدر من القوة والتأثير.

٢ – الاعتماد على الصوت لتعزيز الشعور بالخوف

المشهد غريب ذو آداء صوتي رائع. فهو تقريبا لا يستخدم أي خلفية موسيقية حتي النهاية، الصوتين الاعلى في المشهد هما صوت فرقعة فلين زجاجة الشراب وصوت صرير قطار في المرحاض، وكلاهما قاما بلفت انتباه المشاهد وبشكل طبيعي لأنهما ليسا بصوتين عاديين وقد قام كوبولا بتكثيفهما لهذا السبب بالتحديد.

وبشكل رمزي ورغم انهما قد اضفوا ثقلا إلي المشهد فإن فرقعة الفليين يشبه إلي حد كبير صوت الرصاصة في حين أن صرير عجلات القطار قريبة جدا من صوت صرخة الإنسان فهي أصوات مفاجئة حينما تتقاطع مع الصمت وقد تكون مفزعة الى حد ما كما عهدناها منذ أيام أفلام الرعب القديمة.

قد يساعدك بقوة معرفة كيفية استخدام هذا التقارب في صناعة حالة من الشد والتوتر الذي لا ينسى في مشهد أو خلال جزء كبير من فيلم بأكمله.

٣ – لا تستهين بقوة لغة الجسد

” عليك دائما أن تقوم بالتفكير في طرق للفت انتباه الجمهور إلي جوهر القصة”.
 
هناك لقطة في بداية المشهد حيث يقوم مايكل كورليون وسولوتزو بإجراء محادثة بالإيطالية دون ظهور الترجمة
وهي إجبارنا إلي النظر إلي لغة الجسد,
وللنظر إلي ما يقال عن طريق الإيماءات والإشارات الصوتية وذلك اوضح ومؤثر أكثر من الكلمات،
فهذه اللغة تتحدث بصوت عال وملحوظ عن علاقة الرجلين ببعضهما البعض دون عنونة ذلك أو الإشارة إليه بشكل مباشر،
وكأحد صناع الأفلام عليك دوما أن تقوم بالتفكير في طرق للفت انتباه الجمهور إلي جوهر القصة
وأكثر من  ذلك يمكن تحقيقه بدون حوار (أو علي الأقل عدم وجود حوار في لغة يسهل فهمها).

وهناك اختبارا مثيرا حيث يمكنك أن تقوم بسؤال نفسك
هل يمكن للمشاهد في عملك أن تتم بدون حوار أم لا,
هل يمكن للمشاهد أن يدرك القصة ويتحقق منها بدون وجود موسيقى تصويرية أو كلمات
فقط عن طريق مشاهدة التعبيرات الجسمانية،
فإذا كانت الإجابة هي لا فربما يمثل ذلك مؤشرا إلي المناطق التي تحتاج إلي تقوية بالسيناريو الخاص بك.

٤ – استخدم الموسيقى التصويرية كمحفز أحد دروس لصناعة الافلام

في هذا المشهد تعمل الموسيقى التصويرية مع القصة جنبا إلي جنب دون أن تسيطر عليها،
المشهد ليس فيه موسيقي تصويرية حتى تحصل جريمة القتل والتي عادة ما تزدهر فيها الموسيقي الأوبرالية,
وهذا قد يخبرك بعدة أشياء من بينهم أننا قد شاهدنا مايكل للتو عابرا لعتبة هامة بين حياته الخاصة المسالمة وفوضي عالم العصابات
 فالموسيقي يجب أن تحسب بدقة إذا تم استخدامها بشكل صحيح
فستمثل إضافة للفيلم وإذا ما تم استخدامها بإسراف
بدون ضوابط فستقف عائقا بشكل كبير في طريق تجربة المشاهد.

هذه بعض ال دروس لصناعة الافلام القليلة التى يمكنك تعلمها عند مشاهدة مشهد واحد في فيلم العراب فما بالك بعد مشاهدة الفيلم كامل؟
الفيلم عبارة عن مدرسة سينمائية بامكانك ان تتعلم منها الكثير،
هل تحب هذا النوع من المقالات؟
شاركنا بآرائك في خانة التعليقات اسفل المقال.

Show More

Ahmad Nassar

مؤسس موقع مدرسة الإبداع العربية ... مصور وصانع افلام مستقل، يهمني نشر الثقافة والوعي بأهمية الفنون البصرية والعمل على توفير محتوى تعليمي مجاني في احد اصعب المجالات واكثرها كلفة وحصرية في عالمنا العربي...

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
Verified by MonsterInsights