5 عوامل تساعدك على التقاط صور احترافية ورائعة
لا أدري إن كنت قد سمعت في حياتك عبارة “كل شيء يتعلق بالضوء” أو ربما قد تكون سمعت أن “التكوين هو السر” أنا شخصياً قد سمعت هذه العبارات مرات عديدة عن الصور الجميلة، ولكن على قدر اهمية هذين العنصرين تحديداً الا انهما ليسا كل شيء للحصول على صور احترافية ورائعة .. فما هو السر الحقيقي وراء جمال الصور؟
نعم .. الضوء والتركيب هما عامل مشترك في اي صور احترافية ولكن هل يوجد هناك عوامل أخرى تجعل من الصور العادية صوراً مذهلة، ولكن الأمور ليست بهذه الدرجة من البساطة فالصورة السيئة مهما أضفت عليها في النهاية ستنهار على الرغم من كل العمل الذي قمت به ولن تكون صورة رائعة أبداً، واذا تم التقاط صورة بتكوين مثالي رائع في اضاءة سيئة ستكون صورة مملة جداً.
إذا لا بد من وجود نوع من التوازن بين جميع العناصر المكونة للصورة، وهذا الامر بحد ذاته يبدو مستحيلاً للوهلة الأولى ولكن كمصور فهذا الامر يغدو جزء من عملك فمهمتك ان تقوم بالمستحيل لكي تجمع بين جميع هذه العناصر قدر الامكان.
يوجد 5 عوامل يؤدي توافرها في الصورة إلى جعلها صورة مثالية، اذا تمكنت من وضعها جميعا في صورة واحدة فستنتج صورة مثالية ونادرة الجودة والجمال وهذا الامر ليس بالسهل حتى بالنسبة إلى أكثر المصورين احترافا، فاذا كان أحد العوامل الخمسة ضعيفاً بإمكانك تعزيزه عبر أحد العوامل الأخرى أو من خلال تدعيم العوامل الاخرى إن كانت متوافرة وبقوة…دعونا نتحدث عن هذه العوامل الخمسة.
5 عوامل تساعدك على التقاط صور احترافية
1. التكوين Composition
التكوين او التركيب يعتبر أهم شيء ويكون طبيعي الانتقاء بالنسبة للبعض بينما يتوجب على البعض الاخر تعلمه، فهو المهارة الأساسية التي يجب اتقانها حتى تصبح مصور فوتوغرافياً او سينمائياً، إن لم تجد الامر سهلاً عليك فلا مشكلة فقط حاول استنساخ التكوين الموجود في اي صورة تحبها والتي ترغب بتوافرها في صورتك تبعاً لأسلوبك الخاص، كل هذه الأمور ستزيد من مهارتك ونظرتك الفوتوغرافية بسرعة كبيرة.
قد يهمك ايضاً | كيف تتجنب أكثر 4 أخطاء شائعة في التكوين السينمائي والفوتوغرافي
2. الضوء Light
هناك أنواع كثيرة للضوء وهي مختلفة، فلديك الضوء الطبيعي مثل الشمس او الاصطناعي مثل وحدات فلاش وهناك اشكال كثيرة للضوء مثل الضوء الناعم والضوء الخافت… بصراحة موضوع الضوء يحتاج إلى الدراسة والتعمق لتتمكن من تكوين فهم عميق عنه، ولكن الضوء لوحده لا يكفي لإنشاء صورة مذهلة.
إن كنت تلتقط صور في الخارج فننصح بتجنب التقاط الصور في منتصف اليوم، واعمل على التصوير في فترات بداية شروق الشمس أو عند غروبها وهو ما يعرف بالساعة الذهبية، واذا كنت تعتمد على وحدات الاضاءة في تصويرك مثل الفلاش فنصيحتنا اليك هي تعلم مبادىء الاضاءة لنوع التصوير الذي تقوم به ” سيارات، منتجات، بورتريه.. ” وان تعرف الاساليب التي يعتمد عليها المصورون المحترفون في هذا المجال.
3. التوقيت Timing
غالباً ما يكون التوقيت محدداً بالتخيل الفوتوغرافي الذي تضعه في ذهنك من حيث رغبتك في التقاط تلك اللحظة التي قد تحدث فرقاً في جمالية الصورة وهي ما يعرف بالـ ” اللحظة السحرية ” مثل لحظة ركل لاعب كرة القدم لهدف الفوز، أو تلك اللحظة التي تتحطم فيها موجة مسرعة على شاطئ صخري أو لنتخيل تلك اللحظة التي يمشي بها أربع اشخاص بخطوة متماثلة.
من الممكن أن ترغب بالتقاط لحظات بطيئة كلحظة شروق الشمس حتى مع بطئها إلا أنها تحتاج إلى توقيت في الالتقاط، وهنالك بعض الصور والمشاهد التي تحتم عليك الاستيقاظ مبكراً جداً لتتمكن من الوصل في اللحظة المناسبة مثل لقطة لمحطة قطارات مركزية بدون وجود أي شخص فيها، هذا أيضاً يتعلق باختيار التوقيت المناسب.
4. القصة The Story
القصة قد تختصر بتصوير لحظة انهيار كعكة كبيرة او صغيرة، أو توثيق صورة تروي حكاية علاقة مميزة بين مجموعة من الأشخاص، أياً كانت الصورة التي ترغب في التقاطها لا بد من وجود قصة مميزة مضمنة ف تفاصيلها، في بعض الأوقات تكون القصة معقدة جداً مع القليل من العمق فيها، بينما في أحيان أخرى تكون بسيطة إلى درجة الجمال مثل صورة طفلة صغيرة تجلس في مكان جميل.
من الممكن ألا تكون قادراً على سرد الحكايات بشكل جيد عبر صورك كلها، ولكن تابع عملك وطور من نفسك وتمسك بهذا الذي تبدعه. ومن وجهة نظري أظن أن كلاً من القصة والتوقيت يكونان مترابطين في الصورة بشكل كبير فمثلا التقاط صورة لجدول في قناة البندقية بعد الغروب عليه شخصين يبتعدان عن الحشود يظهر القصة عاطفية جداً.
5. معالجة الصورة Image Processing
والآن ننتقل إلى العامل الأخير الذي من الممكن أن يثير بعض النقاش حوله وهو ما لا أرغب بالحديث عنه، فإن كنت ممن يؤيدون أن القوة والجمالية للصورة تكمن في قاعدة “Straight Out Of Camera” فبإمكانك تخطي هذه النقطة.
أما إن كنت لا تمانع من تعديل الصور كالقيام بتحرير الصورة وتحويلها من صورة باهتة إلى صورة تعج بالحياة “طبعاً هذا قد يجمل أو يحطم الصورة بالمجمل” فيجب عليك قراءة هذه الفقرة، لنكن صريحين إن تعديل الصور ومعالجتها لا يعتبر بالأمر السهل، ولكن بموضوعية فمن الممكن لبعض الإضافات البسيطة كضبط توازن اللون الأبيض والظلال مع ضبط التعريض والتباين يمكن أن يحدث فرقاَ كبيراً في صورتك.
أما إن كنت تعمل في التصوير الوثائقي او الصحفي فيوجد بعض الأمور التي لا يسمح لك بالقيام بها كونها تعتبر تزييفاً للواقع… أما في حال كنت بعيداً عن هذا النوع من التصوير فالقليل من التعديل في الاضاءة وضبط التشبع والحدة لن يضر.
إن القيام بمعالجة الصورة يشبه الدخول في سباق سيارات سريع ولكن دون أي اجراء أمان، حيث بإمكان بعض الأمور والأخطاء الصغيرة أن تدمر صورتك بالكامل، هنالك بعض المشاكل التي تقع في الصورة عند القيام بالمعالجة الزائدة وخاصة مثل زيادة الإضاءة والهالات، التباين الشديد أو الافراط في تشبيع الألوان بالاضافة الى العديد من الأمور الاخرى.
يمكن القول إنه من الاثار الساحرة التي تحتم عليك زيادة مهاراتك في معالجة الصور هو أنك ستتمكن من فهم الصورة الرائعة بشكل أكبر وستتمكن من تحديد العناصر التي تخفض من جمالية صورتك وتتجنبها في المرة القادمة، ففي كل مرة تقوم بالتعلم من أخطاءك التي ترتكبها وتحاول بجد إصلاحها كلما تقدمت خطوة إلى الأمام في طريق الاحترافية.
الخاتمة
في عالم التصوير الفوتوغرافي لا يمكن الجزم بأنه يوجد قواعد محددة بشكل مطلق، من المستحيل أن نجد شخصان ينسجمان بافكارهما بشكل تام فنحن كبشر لا نحب نفس الاشياء بالكامل لان الجمال نسبي من شخص الى اخر، وقياساً عليه فالصورة المثالية بالنسبة للبعض قد لا تعتبر جميلة حتى بالنسبة للأخرين… لذلك يجب التذكير بان التقاط صور احترافية وجميلة ورائعة قد يحدث معك مصادفة في احد المرات ولكنه امر صعب المنال في كل مرة تضغط فيها زر غالق الكاميرا.