أخبارسينمامراجعات وتقارير

قصف جبهة فيلم وار كرافت ، ليس سيئ ولكن

اكتب هذه الكلمات وانا في غاية الالم، حزن شديد ومعاناة، وصلت لمرحلة صعبة جدا بحيث اني لم استطع النوم او تناول الطعام لايام، ولم اقدر حتى على شرب كوب من الماء، فقدت الامل في كل شيء من حولي، الاشخاص الذين كنت اعدهم اصدقاء الذين سخروا مني في تعليقاتهم الامر الذي اجبرني على الابتعاد عن الكتابة والرد على التعليقات لمدة تتجاوز ٣ اسابيع حتى استدركت نفسي وشددت من ازري بأن هذه ليست النهاية، والفشل مرة واحدة لا يعني بان لا احول مرة اخرى… لن استسلم، ساحاول مرات عديدة…شوكة سمك عالقة في الحنجرة  لن تمنعني من ابسط حقوقي الآدمية وهي الطعام والشراب! وسأكتب عن فيلم وار كرافت

وعلى طريقة ارنولدI’m Back واود شكر جميع من اشتاق الي في فترة غيابي واعتذر منكم جميعا على عدم توفير اي محتوى للشتم والاستهزاء مؤخرا وذلك لانشغالي بالكثير من الاعمال التي لم اقبض مستحقاتها حتى الان، بالاضافة الى الاصابة التي تعرضت لها اثناء مباراة ودية مع احد الاصدقاء في مطعم مأكولات بحرية. آااااه… يا حسرة على شيء جميل انتظرته طويلا… ولكن للاسف خيبة الامل كانت متوقعة… الراتب تاخر لمدة تزيد عن خمسين يوما! لا يوجد  مال كافي لمشاهدة اي فيلم، او حتى اشتراك نتفليكس! ولكن للامانة الجانب المشرق هو ان الافلام الجديدة سيئة للغاية وهو السبب الرئيسي لكتابتي في هذا الموقع، اليس هذا مشجعا!! 

وبما اننا نتحدث عن العادات السيئة فهذه المرة اقلعت عن عادة قراءة مراجعات سابقة عن الفيلم وشاهدته مباشرة ولكي اكون صادق معكم اسوأ عنصر في الفيلم هو البشر وهو ما ساشرحه لاحقا.. الفيلم يتحدث عن معركة بين الاورغ والبشر وهو الذي كان ينقص كوكب الارض مخلوقات وهمية تسافر عبر بوابات سحرية للبحث عن اراضي جديدة للعيش فيها، حقا؟ على فرض ان البشر سيسمحوا بدمار الكوكب على يد مخلوقات غريبة، الكوكب لنا ونحن من سندمره بايدينا… ولو كانت هذه الفكرة على قدر غبائها هي حبكة الفيلم لكن بالامكان صنع فيلم افضل مما كان… على الاقل الحبكة غير متوقعة… يكفي مقدمات… هيا نحدث بعض الدمار:

تم تحويل سلسلة العاب الفيديو المشهورة عالميا منذ اواخر التسعينيات “ ذا ورد اوف واركرافت” إلي فيلم  يركز على السرد الخطي و يحاول بذل قصاري جهده على توجيه رواد السينما إلي عالم “ازيروث” و الحرب القائمة بين البشر و الاورغ، المخرج دونكان جونس الذي اخرج سابقا فيلم Moon وهو على قائمة مشاهدتي التي لم اشاهد منها شيء حتي الان والفيلم الاخر Source Code والذي شاهدته سابقا وهو نسخة مشوهة من Inception ولكن يستحق المشاهدة، نجح في رواية قصة الاورغ والتي تدخلك كمشاهد في عالمها بشكل سريع وجميل حيث انك لا تمل من مشاهدة عالمهم وحياتهم بينما فشل بشكل كبير في رواية قصة البشر ولولا ان الاداء الرائع للممثل ترافيس فيميل الذي اتضح بانه اكبر من هذا الفيلم وحتى عندما كانت هناك لحظات معينة تفقد فيها الايقاع والمشاهدة الى انه يظهر بشكل مفاجيء ليعيدك الى اجواء الفيلم بسرعة كبيرة وخاصة عند النهاية الامر الذي يجعلك تنتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر.

من اجمل الاشياء التي تحس بها اثناء مشاهدة الفيلم
هو التنوع بين الكوميديا والتراجيديا والمغامرة
الامر الذي يجعل الفيلم يمر بسرعة دون ان تنتبه الى الوقت،
اما جانب الغموض للاسف ليس مشبعا كفاية
لان جميع مشاهد الغموض كانت على شكل سؤال في بعض المشاهد
وجواب في مشاهد اخرى لاحقة وهذا كان كفيلا برسوب الفيلم
كمادة سينمائية وحولها الى مادة ترفيهية تجارية 
 كان بالامكان اما ابقائها غامضة مع مفاجئتنا بلحظات حماسية او التواءات سريعة او الغائها بالكامل
وجعل الفيلم سرد قصصي لمغامرة في مكان وزمان بعيدين.

على الجانب الاخر نتابع “دورتان“على الضفة الأخرى هناك البشر الذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي فيما بينما يحاول الاورغ السيطرة على عالمهم و يحاربوهم. يقود البشر السير “اندوين لوثار” والذي يلعب الدور Travis Fimmel الذي يدعم “لاناي وريان, في وسط الصراع نجد ”جارونا هافورسين” وهي نصف اروغ و نصف بشرية وعليها التعامل مع معضلة الانحياز إلي أي جانب.

أصعب الانواع التي يتم تحويلها إلي أفلام هي ألعاب الفيديو، بالنظر إلي العديد من المحاولات فأن أكثر الأفلام لم يتم تلقيها بشكل جيد من  قبل الجمهور، بالتاكيد هناك البعض الذي نجح تجاريا لكن بالأخذ في عين الاعتبار الجزء الاكبر من الأمر فأن ألعاب الفيديو نوع صعب عندما  يتعلق الأمر بتحويلها إلي أفلام و السبب في ذلك انك عندما تلعب ألعاب الفيديو فأنك تصنع فليمك الخاص على اساس لعبك على عكس متابع الافلام الذي يشاهد الفيلم بناء على حب للسينما كفن او كترفيه لملىء الوقت والذي بالتاكيد شاهد افلام كثيرة تعطيه خلفية نقدية ليست بالسيئة خصوصا عندما يتعلق الامر بـ  منطقية / لامنطقية بعض الاحداث في الفيلم حيث يعتبر سرد قصة متماسكة و شاملة أمر صعب بالنسبة لصناع الأفلام وهذا ليس عذرا لفيلم “وار كرافت”.

بينما نحن نتابع الاورغ العرق الفخور بنفسه الملتزم بالشرف و التقاليد والذين يتبعون جولدان ساحر الاورغ الشرير الذي يحكمهم بالترهيب و الخوف. يمكنك أن تستنج بأن المخرج “دونكان جونس” من محبي “وار كرافت” لأن الإخراج النهائي ملئ بالعاطفة و الحب، البيئة الكاملة لإنتاج “ازيروث” رائعة بداية من المناظر الطبيعية الخلابة وصولا إلي الذئاب الضخمة و النسور.

تصميم الإيقاع خلال المعارك جيد ايضا عندما يحطم الاورغ بعض البشريين بإستخدام مطارقهم الحربية العملاقة فأنك تصدق كل ذلك يقوم الفيلم بعمل رائع في بناء العوالم لدرجة أننا نصبح جزءا من هذا العالم و طريقة سيره بطريقة لا ارادية، ولكن المشكلة الرئيسية التي تبدو واضحة بشكل فاضح وهو ما ذكرته سابقا بمشكلة البشر، الاعداد البشرية قليلة مقارنة بالاورغ وانا اعني الزخم، شاهدنا في فيلم The Lord Of The Ring اعداد بشر ضخمة والتي تدل على حجم التهديد وجدية الاحداث والذي اضاف عمقا للقصة، بعض المشاهد لا نرى فيها الا بعض البشر يقاتلون بعض الاورغ الذين يفوقونهم حجما وقوة والمشكلة انهم يقضون على الاورغ، كنت اتمنى مشاهدة جيوش جرارة لكي تدافع عن كوكبنا المهدد من الاورغ، ولكن يبدوا ان البشر مشغولين في معارك اخرى !

كالعادة لا يكاد يخلو اي فيلم حاليا من مهاجمة المسلمين بشكل مباشر
او غير مباشر وهو ما تجلى في اللحظة التى لا ادري ماذا اراد المخرج بها بالضبط
حتى يظهر الشخصية الاكثر دموية وقبح في الفيلم بلحية سوداء طويلة
قاتلة بدم بارد والاسم بلاك هاند وايضا يركز عليه عندما يتم قطع يده
عداك عن ظهوره في اول مشهد وهو ياخذ امرأة رهينة
من احدى القرى بعد ان قتل الاطفال وجميع من فيها في اشارة واضحة لا تخفى على احد.
هل انا مخطىء؟

 ايضا الاستعارة من قصة سيدنا موسى عليه السلام بطريقة خبيثة، لوهلة كنت انتظر ان شخصية جارونا الخائنة لقومها من الاورغ والتي ذهبت للعيش مع البشر ثم اجبرت على خيانة البشر ستظهر مرتدية للحجاب في اخر الفيلم ! بالتأكيد كان بالامكان استبدال هذه الصور لانها لا تحمل اي تأثير درامي في الفيلم ولكن للاسف يبدوا اننا سنبقى عرضة لمثل هذه المشاهد.

* بعض النقاط الحساسة في  فيلم وار كرافت

– المشكلة الوحيدة في التعامل مع تقنية “CGI” تحدث عندما يقوم السحرة بسحرهم، اعتدنا على عالم حيث يستخدم فيه السحرة قوتهم (كما في فيلم سيد الخواتم) يقوموا بذلك بطريقة التحريك العقلي.

– مشكلة أخرى تتعلق بتقنية “CGI” هي أنه من الواضح أن العديد من الممثلين غير مرتاحين في العمل في بيئة الشاشة الخضراء على العكس أن الأمور جيدة مع الاورغ، يعاني الفيلم مشاكل كلما ظهر البشريين على الشاشة.

– ببساطة الجانب السردي للاورغ أكثر امتاعا الدينامكية و القتال الدائر أفضل بكثير في القصة كلما أخذ الجمهور بعيدا عن الاورغ ليركزوا على البشريين فأن الفيلم يصبح طويلا أكثر وممل اكثر.

– هناك أيضا إشكالية في كتابة الفيلم واخراجه وتصل الى اختيار الممثلين، بعض الممثلين لا يصلحون لاداء الادوار الموكلة اليهم وحتى ان كانت ثانوية خاصة الملك وزوجة الملك.

فيلم وار كرافت

في الحقيقة يبدو أن فيلم وار كرافت عدل و حرر بالكامل من أجل الوقت،
في مكان ما هناك أجزاء قام المخرج بقطعها التي من شانها أن تملىء العديد من الثغرات
التي تم إهمالها في الفيلم.
أكبر مشكلة مع الفيلم هو أنه بغض النظر عن الصور الرائعة، بناء عوالم،
و المعارك الجيدة، لكن لا يوجد هناك أي وضوح لشكليات الفيلم
حيث يبدوا أن هذا الفيلم ما هو إلا تسويق تجاري كبير لجزء أخر ” فيلم وار كرافت  2“.
 صنع هذا الفيلم من قبل محبي “وار كرافت” لمحبي “وار كرافت”،
سوف يقدر محبي ألعاب الفيديو الفيلم أكثر من الجمهور العادي
و مع ذلك فأنه لا يزال محاولة جديرة بالثناء،
نأمل بأن نحصل يوما ما على فيلم مبني على لعبة فيديو
و يكون ناجحا سينمائيا، إلي حين حدوث ذلك سيكون هذا الفيلم كافيا.

شعوري بعد مشاهدة فيلم وار كرافت : مزيج من عدم الارتياح بسبب بعض المشاهد التي لا تحمل اي منطق وذلك لا يخفي الرغبة في مشاهدة الجزء الثاني فيلم وار كرافت   

مقدار الرضى : جيد… مع امالة الرأس الي اليسار قليلا…
لا تنسى مشاركتي بشعورك بعد مشاهدةالفيلم فيلم وار كرافت
 بالاضافة الى وصف مقدار رضاك عن الفيلم 
في خانة التعليقات في الاسفل،
بامكانك متابعني على:

تويتر    /   فيسبوك    /   انستجرام

Ahmad Nassar

Show More

Ahmad Nassar

مؤسس موقع مدرسة الإبداع العربية ... مصور وصانع افلام مستقل، يهمني نشر الثقافة والوعي بأهمية الفنون البصرية والعمل على توفير محتوى تعليمي مجاني في احد اصعب المجالات واكثرها كلفة وحصرية في عالمنا العربي...

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
Verified by MonsterInsights