في عالم عظماء السينما يصنف المخرج أكيرا كوروساوا على انه احد اساتذة السينما، فهو راوٍ ماهر يتجاوز تأثيره حدود الزمان والمكان، كما تستمر أعماله التي يتميز كل منها بسردٍ ملحمي وبصريات متقنة وعمق عاطفي في إلهام صانعي الأفلام والجمهور على حد سواء إلى وقتنا هذا، بالإضافة إلى ذلك فقد أصبح نهج كوروساوا مصدرًا تستمد منه النصائح في السرد والإخراج.
وفي حين أننا نغوص في الحكمة المستخلصة من مسيرته المرموقة فنحن نجد أثناء ذلك دروسًا يستفاد منها وهي أيضًا تمثل شهادة على إرث أكيرا كوروساوا الدائم في فن صناعة الأفلام خاصة ان نهجه أصبح موضوعًا للدراسة والتعلم.. وفيما يلي 10 من هذه النصائح:
- ثق بحدسك
شدد المخرج كوروساوا على أهمية أن تثق بحدسك أيها المخرج في الإخراج؛ فذلك يفيدك جدًا. حيث إن الاستماع إلى مشاعرك الداخلية حين تواجه اتخاذ قرارات إبداعية غالبًا ما يكون ذا قيمة عالية ومهمة، فذلك يعني أحيانًا أنك يجب أن تتخذ قرار اختيار لقطة غير تقليدية أو اتجاه سردي صحيح، وحتى لو كان ذلك تحدي للوسائل التقليدية أو لآراء المتعاونين.
2. تعلم من الأساتذة وادرس أعمالهم
من خلال دراسة أعمال المخرجين العظماء، يمكن للمرء استخلاص نصائح في السرد والإخراج من خلال تعلم جوانب مختلفة من صناعة الأفلام؛ مثل تكوين اللقطات والإيقاع وسرد القصص، وحتى كوروساوا بنفسه فهو تأثر بصانعي الأفلام العظماء فورد وجان رينوار، وأدرك أهمية الاستفادة من فهم أساليبهم من أجل تحسين أعماله.
3. تعاون مع ممثليك
يبعث الممثلون الحياة دائمًا في الشخصيات، وكان كوروساوا يؤمن بمنحهم مساحة من أجل تقديم تفسيراتهم الخاصة؛ ويتضمن ذلك أن تعمل بشكل وثيق معهم، ومحاولة فهم وجهة نظرهم، والسماح لهم بإضفاء إبداعهم على أدوارهم بحريّة، وهذا ما قد يؤدي إلى أداء أكثر أصالة وتأثيراً وإبداعًا من ممثليك.
4. التخطيط هو الأهم
كان كل من التخطيط والتحضير يشكلان حجر الزاوية في أسلوب كوروساوا، فقد كان معتادًا على رسم كل لقطة قبل التصوير، ويضمن هذا المستوى من التحضير أن يخدم كل عنصر بصري القصة الخاصة بالفيلم وهذا كان يساعد بطبيعة الحال في تنفيذ مشاهد معقدة بكفاءة عالية.
5. التفاصيل هي كل شيء
في وجهة نظر كوروساوا فإن التفاصيل هي كل شيء؛ فقد كان يهتم بأدق تفاصيل الفيلم كالأزياء وتصميم الديكور وكل شيء قد لا يهتم الآخرون به يراه هو مهمًا، وبرأيه فإن الاهتمام بأدق التفاصيل من شأنه أن يجذب الجمهور ويعزز رواية القصة بمهارة.
6. لا بأس أن تكون صامتًا
من نصائح السرد والإخراج لكوروساوا أنه لا بأس من استخدام الصمت؛ فإن له نفس قوة وفاعلية الحوار والموسيقى، وقد استخدمه في أعماله من أجل بناء عنصر التشويق وللتعبير عن العواطف، وكانت الغاية الرئيسية هي جذب انتباه الجمهور على رواية القصة عبر العناصر المرئية فقط.
7. تعلم من الأخطاء
لم يكن يخشَ كوروساوا من الاعتراف بأخطائه، بل رأى فيها فرصًا للتعلم. وهذا المبدأ يُنمّي عقليةً ساعيةً نحو التحسين المستمر والمرونة في رحلة الإبداع.
8. كن على دراية بالتقنيات الناشئة
بفضول دائم نحو آخر التطورات والتحديثات دمج كوروساوا التقنيات الجديدة في صناعة أفلامه، نتيجة لذلك فإن هذا الانفتاح يفتح على الابتكار آفاقًا جديدة لسرد القصص، ويمكن أن يعطي الأفلام جمالية فريدة من نوعها.
9. حافظ على رؤيتك
يجب على المخرج أن يمتلك رؤية واضحة للفيلم الخاص به، وأن يظل وفيًا لها طوال مراحل الإنتاج. وهذا غالبًا ما يعني مقاومة ضغوطات الاستوديوهات أو الاتجاهات الشائعة لخلق عمل أصيل وشخصي.
10. دع العاطفة ترشدك
وآخر النصائح في السرد والإخراج التي يجب اتباعها هي اتباع العاطفة والشغف في العمل، فإن شغف كوروساوا بصناعة الأفلام كان جليًا في تفانيه الشديد لحرفته، ويُرشد هذا المبدأ إلى أن الفن العظيم ينبع من عمق الالتزام والحماس، وأن الشغف معدي؛ إذ غالبًا ما يُلهم طاقم الممثلين وطاقم العمل بأكمله للارتقاء إلى أعلى مستويات الإتقان والتميّز.
وهكذا تعرفنا على 10 من النصائح في السرد والإخراج والمأخوذة عن أكيرا كوروساوا كبير المخرجين اليابانيين، ويستحق منا هذا المخرج أن نعمل على تكريم إرثه ونواصل السعي إلى رواية القصص التي يتردد صداها حتى يومنا هذا.
الخلاصة
هناك العديد من النصائح في السرد والإخراج التي يمكن الاستفادة منها من مسيرة Akira Kurosawa في الإخراج، والتي من شأنها أن تخلق لك تاريخًا مميزًا ودراما طويلة الأثر في حياة الناس، ومن شأنها أن تجعل منك مخرجًا مميزًا وناجحًا.
