دروس ونصائحصناعة الافلام

احتراف لقطة المنظور في صناعة الافلام والمسلسلات

لقطة المنظور تُعرف بأنها زاوية النظر للشيء حيث تتقمص الكاميرا دور الشخصية .. يقال ان هذا النوع من اللقطات يستطيع تغيير القصة بأكملها إذا تم توظيفها واستغلالها بطريقة صحيحة وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

تختلف الأشياء والأحداث بشكل كبير عندما تختلف طريقة عرضها والمكان الذي يُنظر إليها منه، عند سرد القصص والأحداث لا يمكننا التغيير في لقطة المنظور ولكن اصبح لدى صناع الافلام مرونة كبيرة لتوظيف هذا النوع من اللقطات للإبداع فيرواية القصة.


ما هي لقطة المنظور؟

هي تموضع كاميرا التصوير بطريقة تصور بها الحدث أو المشهد من وجهة نظر شخصية معينة، ويستخدمها صناع الأفلام لعرض المشهد الذي تشهده الشخصيات.

لقطة المنظور

اللقطة التي تليها تصور رد فعل الشخصيات للأحداث، وبذلك ننقل للمشاهد بوضوح الحالة العاطفية ومشاعر الشخصيات، تُعرف بأنها الكاميرا الذاتية أو لقطة الشخص الأول والتي بدورها تساعد صناع الأفلام على:

  • تأسيس عملية سرد الأحداث.
  • تقريب الشخصيات من مشاعر المشاهدين.

كما أنها تسلسل لثلاث لقطات كما يلي:

  • لقطة للشخصية ضمن حدث أو حفلة.
  • قد تكون اللقطة بحد ذاتها تعكس الأحداث الجارية.
  • أو أن تصور اللقطة حدث يجسد الحدث الرئيسي للمشهد.

أمثلة عن استخدام لقطة المنظور

عادةً ما يستخدم صناع الأفلام لقطات إبداعية لايصال مشاعر معينة لجذب المشاهدين للحدث في المشهد، مع الانتباه إلى عدم تكرار اللقطة بكثرة، فقط عندما يتطلب تسلسل الأحداث ذلك.

1- أفلام الأكشن (Action Movies):

من أولى استخدامات لقطة المنظور في عالم السينما كانت ضمن أفلام الأكشن التي تجعل المشاهد يشعر بأنه يعيش ضمن الحدث.

أبرز الأمثلة على ذلك فيلم “نابليون”  للمخرج أبيل جينيس، في معركة الثلج حيث أحاطت الكاميرا بالمعركة وأضاف المخرج لقطات لحركية الفلم ساهمت في تقديم مشهد مبهر.

2- أفلام الأبطال الخارقين أو المخلوقات الفضائية:

تصور لقطة المنظور الطريقة التي تتعامل بها الشخصية مع التحديات التي تواجهها، توضح اللقطات بعض الأحداث التي لا يمكن فهمها بالملاحظة فقط.

كما أن استخدام هذا النوع من اللقطات لتجسيد حدث يعيشه البطل الخارق والمخلوق الفضائي يساعد المشاهد على فهم مشاعر الشخصيات مثل لقطات المنظور في فيلم سبايدرمان.

العديد من المشاهد واللقطات يتجلى فيها الإبداع فقط باستخدام لقطة المنظور مثل تصوير حالات الاختلال العقلي، او المخلوق الفضائي المتطور تقنياً في فيلم بريداتور.

ايضاً، إخفاء بعض الأمور عن المشاهد ويتمثل ذلك في فيلم الفك المفترس حيث صور المخرج  بعض اللقطات من منظور القرش الذي كان مخفياً عن أعين المشاهدين مما زاد من التشويق بشكل مثالي.


أفضل طريقة لاستخدام لقطة المنظور؟

العامل الوحيد الذي سيخبرك متى يجب استخدام  هذه التقنية و ما دورها في نقل الأحداث والسرد هو “الحدس” الخاص بك، يجب عليك أن تقرر متى وبين اي لقطات ستسخدم لقطة المنظور لتحقيق أقصى استفادة منها، نظراً لأن كل لقطة تثير نوع معين من المشاعر.

لقطة المنظور

1- منظور الشخصية الرئيسية

تعرض لقطة المنظور الأحداث من وجهة نظر الشخصية الرئيسية وبذلك يندمج المشاهدين مع القصة والأحداث و يدرك المشاهدون مشاعر الشخصية التي تجسد الحدث.

العديد من  الأفلام الطويلة لا تستخدم هذه التقنية وذلك يؤدي إلى عدم اندماج المشاهد مع الشخصيات والأحداث، يجب الإشارة إلى أن لقطة المنظور للشخصية تتطلب وجود قدرات إبداعية عالية في مرحلة المونتاج للحفاظ على اندماج وتفاعل الجمهور مع القصة.

2- منظور الشخص الثاني

هو النمط الذي تصور فيه الأحداث بعين المشاهدين، تكون جميع الأحداث واضحة ويطلق عليه أيضاً ” كسر الجدار الرابع”.

تصور الكاميرا وجه الشخصية بشكل مباشر وتكسر الحاجز بين الجمهور والشخصية عن طريق الربط بينهما، ويجب الحذر عند استخدام هذا النمط لتجنب الوقوع في الخداع البصري.

3- منظور الشخص الثالث

هي الأكثر شيوعاً من بين الأنماط التي لا يغلب فيها الغموض على القصة، و تتموضع الكاميرا بحيث تتوالى الأحداث دون معرفة اتجاه سير الحدث.

ثلاث حالات تُستخدم فيها لقطة منظور الشخص الثالث:

  • لقطة منظور الشخص الثالث – محدود المعرفة: وهي الأكثر استخداماً، تستطيع الوصول إلى التأثير الممتاز الذي تقدمه هذه اللقطة دون الحاجة إلى تركيزها بشكل مباشر على  عناصر أو شخصيات.

مثال عليها تلك اللقطات الواسعة التي تشمل العديد من الأحداث، أو اللقطات المأخوذة من فوق الكتف والتي تعرض التفاعل بين الشخصيات.

  • لقطة منظور الشخص الثالث – على دراية بأحداث المجريات: وهنا تأتي معرفة الشخص الثالث عندما يدخل راوي القصة ليعرض أحداث مخفية عن طريق ذكريات الماضي وتسلسل الأحلام.

هذه الطريقة تعتبر صعبة لحاجتها إلى بعض الحيل والتأثيرات البصرية لإنشاء تسلسل صور خارج عن تلك التي في عملية السرد.


التفاصيل الأساسية التي يجب تحديدها للحصول على لقطات جيدة

1-حركات الكاميرا والمواضع التي ستؤخذ منها اللقطة يحدد الحاجة إلى كاميرا محمولة أو ثابتة.

2-تصوير الشخصية من مستوى العين أو من زاوية ثابتة.

3-تحديد المواضع التي تركز عليها الكاميرا بكثرة.

تضمين هذه التفاصيل في قائمة يساعدك على تنفيذ لقطات ذات جودة عالية أقرب ما تكون للمشاهد من حيث الواقعية والكمالية.

قد يهمك أيضاً | 10 أخطاء شائعة عند تكوين الصورة


اخيراً.. لقطات المنظور هي إحدى تقنيات التصوير التي تعمل على دمج المشاهد بشكل كامل مع أحداث الفلم ومجريات المشاهد، وعند استخدامها بطريقة احترافية تضمن لك الكثير من التشويق والإثارة ضمن مجريات الأحداث وتعاطف المشاهدين بشكل كبير مع الشخصيات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى